والهمس لا يتوقف ابدا

$14.10 USD

by : Laila Naeem

عرفت، في تلك الليلة، وحدة الإنسان وحزنه الدفين ومياه أنهاره التي ربما فاقت كثافة هذا البحر الواسع... ألم تعبر كسندرا مياه بحر مدينتها طروادة مثقلة القيد والروح، إلى شاطئ مدينة ملك آخر، على ظهر سفينة، لتتركها بعدها إلى أرض لم تكن أرضها، ولتقف وحيدة صامتة - ولكن غير باكية - أمام جلاد تعاظمت قسوته، كونه لم ينطق فاسه حرفاً من لغة أهلها؟..

كنت قد بلغت باب الغرفة وأنا ما زلت أتعكز على الرخو من عظام ركبتي. لكنني، مثلها كسندرا، لم أستطع أن استجدي عطف السماء.

لكن كل ما أذكره من محنة المعرفة أيقظ في ذاكرتي البعيدة روح الملاحم وشخصياتها لتصبح قريبة حتى أقصى درجات الواقعية.

دنوت منها كما أدنو من نفسي، وعرفت أن التيه ليس بالضرورة محكوماً على شخوص الأساطير وأنصاف الهتهم، بل هو حكر دائم علينا نحن ممن تجرأ على غواية مغامرة الحي فينا..".